قبل أن يسطع اسم هاياو ميازاكي بأعمال غيبلي الساحرة، قدّم أول أفلامه الطويلة كمخرج: The Castle of Cagliostro (ルパン三世 カリオストロの城). صدر في ديسمبر 1979 ضمن سلسلة مغامرات اللص النبيل «لوبان الثالث»، فشكّل بطاقة تعارف سينمائية لموهبة ميازاكي في هندسة مطاردات تخطف الأنفاس وعوالم تعجّ بالتفاصيل.
خلاصة الحبكة
يكتشف «لوبان» بعد سطوه على كازينو أنّ كنزته النقدية حُشِيت بـ«نقود كاليسترو» المزيفة، فيتوجّه مع رفيقه «جايغن» إلى دوقيّة كاليسترو الجبلية لكشف السر. هناك يصطدم بحُصن بالغ التحصين، حيث يُدبِّر الكونت زواجًا قسريًّا من الأميرة «كلاريس» ليرث مفاتيح كنز أسطوري. يشنّ لوبان حرب تسلّل لا تخلو من طرافة وإنسانيّة لإنقاذ كلاريس وفضح شبكة تزييف عالمية.
ثيمات رئيسيّة
| الثيمة | تجلّياتها في الفيلم |
|---|---|
| الفروسية وسط اللصوصية | رغم كونه سارقًا، يملك لوبان أخلاقًا تحرّكه لحماية الأبرياء. |
| قوّة البراءة | كلاريس، بطهارتها، تذكّر لوبان بذاته الشابة وتدفعه للفعل النبيل. |
| جشع السلطة | الكونت يرمز للطغيان الذي يختبئ خلف واجهة أرستقراطية وتزوير المال. |
| الحيلة مقابل القوّة | الفيلم يحتفي بذكاء البطل وابتكاره بدل العنف المباشر. |
جمالية الصورة والحركة
مطاردات أيقونية: افتتاحية السيارات فوق الطرق الجبلية تُعدّ من أمتع مشاهد المطاردة في تاريخ الأنمي والسينما.
عمارة القلعة: مزيج قوطي–إيطالي يخلق متاهة جسورٍ متداعية وأبراجٍ شامخة، سبقَ حسّ ميازاكي لاحقًا في «قلعة هاول».
موسيقى يوجي أوهينو: جاز جريء وإيقاعات مغامرة ترفع الأدرينالين، مع لحن رومانسي هادئ يرافق كلاريس.
الإنتاج والاستقبال
أُنجز الفيلم خلال تسعة أشهر بميزانية متواضعة نسبيًّا. لم يحقق نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر وقت الإصدار، لكن سمعته تضخّمت مع الزمن؛ ستيفن سبيلبرغ أطنب في مديح مطاردته الافتتاحية، وكوينتن تارانتينو وصفه بأنّه مدرسة في صناعة مشاهد السرقة. يُشاد به اليوم كدرس مبكر في أسلوب ميازاكي: كاميرا متحركة ديناميكيّة، عالم حيّ، وشخصيات دافئة.
لماذا تشاهده الآن؟
لترى جذور أسلوب ميازاكي قبل غيبلي: تفاصيل دقيقة، خلفيات معمارية نابضة، وحركة لا تهدأ.
لأنّه يجمع الكوميديا، الرومانس، والأكشن في 100 دقيقة خفيفة الظل.
لبطلة لطيفة وصراع ضد طاغية، يبرزان قيمة الشجاعة والوفاء.
وللمطاردات المرسومة يدويًّا التي لا تزال معيارًا يتحدى CGI العصر.